ماذا يعني تطبيق الشريعة؟!

ماذا يعني تطبيق الشريعة؟!



إن تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى هو العدل والخير، والهدى والحق، والأمن والأمان..
إن تطبيق الشريعة يعني بناء الحضارة، وصناعة النهضة، وحياة الرفاهية في كافة أشكالها وصورها..
إن تطبيق الشريعة يعني تربية الفرد والمجتمع المسلم على الإخاء والتعاون والتكافل الاجتماعي..
إن تطبيق الشريعة يعني أن لا يستأثر أحد بحق السيادة على الأمة، وأن تتشارك الأمة جميعاً في تطبيق شرع الله.
إن تطبيق الشريعة ليس حب السيادة والحكم، بل هو السعي ليكون حكم الله سبحانه هو الأعلى..
إن تطبيق الشريعة يعني أن يجتمع أهل الحل والعقد في الإسلام فيُنصّبون رجلًا منهم يحكمهم بشرع الله، ولا يحكمهم بالحديد والنار، والظلم والقهر..
إن تطبيق الشريعة يعني نصرة المظلوم، ونصح العاصي، والشفقة على المذنب، والإحسان إلى الضعيف، ورحمة المسكين، وكفاية الفقير، وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم.
إن تطبيق الشريعة يعني الصلح بين المتخاصمين: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114].
إن تطبيق الشرعية منظومة متكاملة منتظمة تسير بها أخلاق العباد وأعمالهم وأفعالهم.
إن تطبيق الشريعة يعني الأخذ على يد التجار فلا يحتكروا سلع المسلمين، ولا يرفعوا الأسعار، ولا يستضعفوا الناس ويستغلوا جوعهم وفقرهم وعوزهم.
إن تطبيق الشرعية يعني أن يكون الناس سواسية أمام شرع الله سبحانه وتعالى، لا فضل لغني على فقير، ولا لقائد على فرد، ولا لأمير على مأمور..
إن تطبيق الشرعية يعني أن يكون المظلوم الضعيف قويًّا حتى يؤخذ له الحق، وأن يكون الظالم القوي ضعيفًا حتى يؤخذ الحق منه.
إن تطبيق الشرعية أيها الأخوة لا تعني أن ينحصر الإسلام في الجانب العقابي كما قد يتصور البعض.
إن من حصر تطبيق الشريعة أيها الأخوة في الجانب العقابي للإسلام قد أساء إلى الإسلام شاء أم أبى، وإن من فهم أن تطبيق الشريعة هو إقامة الحدود وجلد الظهور فقد أساء إلى الإسلام قصَد ذلك أم لم يقصد..
أيها الأحبة..
إن الشريعة منظومة متكاملة، تبدأ من حكم الشورى بين الناس، إلى العدل بينهم، إلى الإحسان إليهم..
أما أن يفهم من قولنا نريد تطبيق الشريعة أننا نريد الحدود فحسب فهذا ظلم وإسفاف وجهل واستخفاف بشريعة رب العالمين، التي قال الله عن صاحبها ومُرسَلها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  [الأنبياء:107].
والله إن من الظلم والجهل أن تُصدَّر الشريعة، فإذا قيل ستطبق الشريعة في المدينة الفلانية تداعى إلى أذهان الناس أن ذلك يعني قطع الرؤوس وجلد الظهور والمشقة على الناس في حياتهم ومعاشهم..!
لا والله؛ ما لهذا جاء محمد ، بل جاء بشريعة العدل والرحمة والعلم والحكمة.
ينبغي أن يفهم الناس من (تطبيق الشريعة) أن يتبادر إلى أذهانهم أنه عموم الخير للمسلمين، والأخذ على يد المفسدين، وكفّ ظلم الظالمين.
إن تطبيق الشريعة يعني العدل والمساوة بين الناس في حقوقهم وواجباتهم بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
تطبيق الشريعة يمثله قول النبي : «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها»، هذه شريعة محمد : الناس سواسية أمام الشرع ولا أحد يُستثنى ويُعطى الحصانة ليفعل ما يشاء.
إن تطبيق الشريعة يُظهر البون الشاسع بين ما يدعيه الغرب في عدالتهم وحريتهم وما يدعيه ويطالب به الإسلام، فكل ما يُرى من قليل محاسن الأنظمة وأحكامها قد حواه الإسلام على أكمل وجه وأجمل صورة، وكل ما يُنتقد على تلك الأنظمة من المساوئ فإن النظام الإسلامي قد نزّه الناس عنها ووقاهم منها؛ لو طبقوه!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‹ لولا اللَّازم ؛ ما حصل المتعدِّي › ..

التاريخ حافل بالتغلب فلِمَ لا نتغلّب لتوحيد الساحة ؟!!

عمائم على بهائم