مصير المهاجر معلوم لا مجهول

مصير المهاجر معلوم لا مجهول



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
في ظل ما يتوارد على خواطر كثير من الإخوة المهاجرين في الشام عن مصيرهم في حال تغيرت الأمور..
أقول: بداية أيها الإخوة المهاجرون لا تخشوا الضيعة، فما علمنا عن أهل الشام فصائل وعامة قادة وجنداً.. إلا حباً لمن هاجر إليهم ووداً وحفظاً لمعروف من ناصرهم ووقف في صفهم في أشد محنتهم حيث جاء حاملاً روحه على كفه قد باعها من خالقها، وحرق مراكب العودة وخرج متوكلاً على الله.. وكم استشهد الكثير من المهاجرين على ثرى هذه الأرض المباركة ملبين نداء الله عز وجل: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ [الأنفال:72].
أيها المهاجرون..
أمّا إن أردتم أن تسألوا ما هو مصيرنا فأقول:
إن المهاجر:
·    إما أن يُقتَل في سبيل الله فينال الشهادة من الله تعالى - وهي غاية المنى..
·    وإما أن يموت في أرض هجرته وجهاده، وحينئذٍ فمصيره كما أخبر سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:100].. فهو رابح في كلا الحالتين، يقول سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ [الحج:58-59].
·    وإن مد الله في عمر المهاجر..
فَلْيَهْنِه ما نال من أجر تغبير قدميه في سبيل الله، وشرف خوض المعارك، وما يصيبه من جراح ومشقة في سبيل الله تعالى، مع ما يفتح الله من سبل إكمال مسيرته..
·    فلا تخش الضيعة فقد تكفل الله بك أن يحييك في سعة وأنس وراحة أينما حللت..
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً [النساء:100].
السعة التي وعدك الله بها:
سعة في أمر الدِين والرزق.. قال قتادة: المعنى سعة من الضلالة إلى الهدى ومن العيلة إلى الغنى.
ختامًا.. ومع ما سبق؛ فإنني أوصي المهاجرين في الشام أن يُعيدوا اللحمة فيما بينهم، وأن يُعملوا فقه الخلاف، ويعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه من أفكار ومناهج وغير ذلك.
وأن يُعيدوا وحدتهم وأخوَّتَهم وتقاربهم، فلا يشعر بالمهاجر أحد كما يشعر به أخوه الذي يعيش نفس واقعه وظروفه.
نسأل الله تعالى أن يقر أعيننا وأعينكم بدمشق محررة منصورة.

أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟


وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح ؟


ويرفع راياتها من جديد
أخي: فامضِ لا تلتفت للوراء


طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هنا أو هناك


ولا تتطلع لغير السماء


محبكم/ عبدالله المحيسني

مهاجر لنصرة أهل الشام



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‹ لولا اللَّازم ؛ ما حصل المتعدِّي › ..

التاريخ حافل بالتغلب فلِمَ لا نتغلّب لتوحيد الساحة ؟!!

عمائم على بهائم