وصية الشيخ المحسيني لإخوانه المهاجرين

وصية الشيخ المحسيني .. بعنوان:

 وصية مهاجر لإخوانه المهاجرين 

إخواني المهاجرين: يعلم الله أنكم أحب من على ظهر الشام إلى قلبي، ويعلم الله أنني لمّا أشتاق للأهل أتذكركم، وما قدمتم؛ فأجد قوة وثباتاً..
إخواني.. كنت منذ وصولي للشام لهذا اليوم.. أقول وأعتمد قول الشيخ الشهيد عبدالله عزام:
(إنه يجب ابتعاد المهاجرين عن أي اقتتال داخلي بين أهل البلد)
وذلك أن للمهاجر أموراً تختلف عن غيره..
أولاً: العوام اذا رأوا القتال بين أهل البلد يغضبون، وأما إذا رأوا من هو خارج البلد يقاتل أهل البلد؛ تثور حميتهم بشدة.. فيستغل ذلك المنافقون كما صنع ابن سلول، لما تقاتل جهجاه المهاجر مع عبيد الله الأنصاري، فقال: زاحمونا في بلادنا، واليوم يقاتلوننا؟! فسمعه الناس فتأثروا، فثارت فتنة عظيمة..
هذا في زمن النبوة؛ فكيف بزمن ترسخت فيه الوطنية في قلوب الناس.
الأمر الثاني: الكل يدندن على ( حماية المهاجرين )، ولكن في الحقيقة من أراد حماية المهاجرين حقاً؛ ( فليحيدهم عن أي صراع داخلي )، أقوى من يستطيع حماية المهاجرين هم أهل البلد لمّا يحبون المهاجرين، أما حين يبغضونك فلن تمشي في الطرقات، وهذه ساحة حرب تتقلب بين عشية وضحاها..
قال الله: ﴿هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ [الأنفال:62].
الأمر الثالث: لمّا يقع القتال الداخلي -سواءً من الداخل أو قوة خارجية تتدخل- فالمهاجر أول من يتورط ( للأسف )، فالأنصاري يستطيع التنكر بحلق لحيته، ويقول: أنا مدني، أما المهاجر فلن يستطيع التحرك، ولقد بلغ الحال بمهاجري العراق أن المهاجر لا يخرج من الدار 6 أشهر إلا لتنفيذ الاستشهادية فقط !
* أما اليوم للأسف واقع المهاجرين بدأ يتغير !!
الانحدار بدأ مع قتال الخوارج للفصائل، ثم مع كل قتال ضد فصيل ينحدر اسم المهاجر.
*والسبب باختصار:
أن كل فصيل عنده آلاف المقاتلين، وكل مقاتل له عائلة وأعمام وأخوال لا يقلون عن خمسين..
فألف مقاتل تعني خسارة 50 ألف مدني هؤلاء كلهم يصيرون أعداء.. والناس تتناصر وتتعاضد..
ولقد والله لمست بداية تغيّر الناس مع المهاجرين بعد قتال الأحرار، بالرغم من أن كثيراً من المهاجرين اعتزلوا ذلك القتال، ولكن الناس ( لا تفرق ).. 
وهنا يهمني أن أوجه رسالة لأهلي في الشام فأقول:
( يا أهلنا .. اعلموا أن عدداً كبيراً جداً من المهاجرين عرباً وعجماً لم يخوضوا في القتالات الداخلية، سواء مع الجيش الحر، أو الفصائل الإسلامية..
لا أقوله دفاعاً عن إخواني المهاجرين، ولكنه -والله- واقع رأيته بعيني ).
هذا الكلام كررته مراراً..
ولكن للأسف يعتبر بعض إخواننا هذا تخذيلاً للشباب، وينسى مصير آلاف المهاجرين والمهاجرات..
ولا أنسى حين رأيت مهاجرين يقفون على حاجز وقت قتال داخلي؛ فانطلقت للقادة وذكرتهم بالله، وسألتهم بالله تحييد المهاجرين..
قلت: أتريدون أن تزجوا بإخواننا المهاجرين في صراع مع أهل البلد؟!!
وحين طلب شيخنا مصلح العلياني ( حفظه الله ) بياناً يوقع مهاجرون عليه أنهم خارج القتال وقت قتال الأحرار.. أيدته بشدة؛ لأني أعلم مآل مثل هذا البيان، ونفعه للمهاجرين، ولكن لما رأينا معارضة البعض صمتنا..
* هذا الكلام -إخواني وعزوتي- كنت أقوله من أول ما وصلت للجهاد، وتحدث من تحدث، وأسأل الله أن لا يأتي يوم يقول الشباب: صدقنا المحيسني حين تحدث عن تحييد المهاجرين..
وصيتي لإخواني المهاجرين واضحة أقولها في كل موقف:
يا إخواني! لا تزجّوا بالمهاجرين بأي قتال بين أهل البلد..
وهذا -والله- أحفظ للشباب المهاجر، وأحفظ للجهاد، وأحفظ لدين المرء بين يدي الله..
فمن أحب المهاجرين، وأراد لهم خيراً؛ فليحيدهم عن أي اقتتال..
وأوصي كل مهاجر له قناة أو حساب تواصل.. أن لا يخوض في خلافات الفصائل؛ فكلامه محسوب على المهاجرين من إخوانه..
أصبحت قضية المهاجرين تثار عند كل قتال - للأسف - وكأننا جئنا نبحث عمن يحمينا، بينما نحن جئنا لنحمي أهل البلد من إخواننا..
إخواني.. (المنافقون يتصيدون، والناس يتأثرون ويشهدون)..
هذه كلمات نصح من محب لكم، شارككم الهجرة والجهاد؛ فتقبلوها..
واسأل الله أن يحفظكم، وأن يُقرّ عيني وعيونكم بشهادة في سبيله يرضى بها عنا.
وكتبه أخوكم المهاجر:

د. عبدالله محمد المحيسني

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته غفر الله لنا ولك وهدانا واياكم الى طريق الجنه الفتن تعصف بالمسلمين ولم يعد المرء يامن لا على دينه ولا على نفسه
    انا من الانصار وباذن الله لن اسمح لكائن
    من كان ان يمس بالمهاجر ما دام في طريق الجهاد
    يا شيخ انت داعي وممكن تتعرض للاذى او لسب او لشتم
    فهمنا احدثت شرخا في الجماعه الان بين المهاجرين والانصار
    اتقي الله

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‹ لولا اللَّازم ؛ ما حصل المتعدِّي › ..

التاريخ حافل بالتغلب فلِمَ لا نتغلّب لتوحيد الساحة ؟!!

عمائم على بهائم